Add new comment

القيادات وحل الدولتين والدولة

27/2/2022

 

القيادات الفلسطينية وبرامج الدولتين والدولة والتحرير والاستقلال 
قيادات حركات التحرر حتى تحقق اهدافها تبتعد عن العمل الموسمي وعن ردات الفعل وعن الافعال غير المنتجة. وخلال ذلك لا يهمها كثيرا تضييع الوقت على صياغة الشعارات وعلى النقاشات البيزنطية. فهدف اي حركة تحرر واضح ومحصور في تحرير بلدها بأي طريقة ممكنة واحيانا على مراحل.
وحركة التحرر الناجحة او التي تسير على الطريق الصحيح تتعامل مع الواقع بهدف تغييره. الحركة  الصهيونية الاوروبية اسست دولة ابارتهايد على معظم اراضي فلسطين، تلك التي احتلتها بين عامي ١٩٤٨ و ١٩٦٧ . 
والعالم وقتها لم يعاملها كما عامل جنوب افريقيا. وبعد ان احتلت باقي اراضي فلسطين عام ١٩٦٧ ونقلت مستوطنيها اليها انشأت ايضا نظام ابارتهايد تحت الاحتلال. اي ان اهم صفة للحركة الصهيونية تعبر عن جوهرها هي العنصرية والابارتهايد ومع ذلك دول العالم وخاصة الغربي الاستعماري ليس فقط تصمت بل وتساعدها. 
بعد تأسيس السلطة الفلسطينية بناء على اتفاقيات بين م ت ف واسرائيل قامت اسرائيل ومعها امريكا بقتل حل الدولتين وانهائه الى لا رجعة. هذه اصبحت حقيقة يجب التعامل معها. 
والان السلطة في طريقها الى الانهيار وبتسارع. واسرائيل لا يهمها رد فعل العالم اذا وحدت كل اراضي فلسطين في دولة ابارتهايد. (ربما بدون قطاع غزة مؤقتا). والعالم حتى غير الغربي الاستعماري لن يهمه الامر في ظل عدم وجود حركة تحرر فلسطينية قوية. وستطلق ايدي الصهاينة لتهجير اكبر عدد ممكن منا الى خارج فلسطين وربما خارج الشرق الاوسط، وهذا عمل مستمر تقوم به منذ تأسيسها وافعال السلطة او السلطتين ساعدتها قليلا في ذلك. 
(الاطباء والعلماء حين هدفوا لتنظيم النسل كان امامهم حقيقة واقعية وهي انهم لا يمكن لهم منع ممارسة الجنس فتعاملوا مع هذا الواقع واخترعوا وسائل منع الحمل وعمليات الاجهاض). 
الواقع امامنا ان الحركة الصهيونية لن تتوقف عن ارتكاب الجرائم والاستمرار في الاحتلال والمطلوب من حركة التحرر الفلسطينية لتحقيق هدفها بالتحرر هو العمل اليومي والمستمر لاجهاض هذه الجرائم ومواجهتها واستباقها وهذا يتطلب دعم صمود المواطنين داخل فلسطين وتنظيم من في الشتات وايقاع الالم والخسائر بكل انواعها لدى العدو واجهاض النتائج التي يهدف لها من وراء ارتكاب جرائمه المستمرة. هذا يحقق لنا نتائج متلاحقة تؤدي في النهاية الى التحرير دون تضييع الجهد على الشعارات والصياغات والاختلاف على المراحل.
ولكن حين تفسد قيادات حركات التحرر فأنها تفقد هذه الصفة.  
رغم كل ذلك شعبنا دائما ما يفاجئ الجميع ويسبق قياداته ويتفوق عليها.