Add new comment

كي لا نتمادى في الفرح، كي نواصل

31/5/2021

كي لا نتمادى في الفرح

كي نواصل

خلال وبعد الجولة الأخيرة من الصراع بين شعبنا الفلسطيني والحركة الصهيونية العالمية واداتها إسرائيل وحلفاؤها، لوحظ زخم التحركات الشعبية والتغطية الإعلامية والتي جاءت اكثر من السابق مؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني، وكذلك من حيث الانتشار الجغرافي والديموغرافي. ولكن هل بأمكاننا اعتبار ذلك تحولا نوعيا سيؤدي الى تحول لدى الحكومات الرسمية الداعمة والحامية لإسرائيل؟! اعتقد ليس بعد ولا يزال الطريق طويلا.

إسرائيل بطبيعتها الحالية تمثل بالنسبة لامريكا وبريطانيا وفرنسا والمعسكر الغربي الاستعماري بشكل عام قاعدة قوية وهامة جدا لتنفيذ وحماية مصالحهم في هذه المنطقة الهامة جغرافيا ومن حيث المصادر الطبيعية والمواد الخام، وكذلك في صراعهم مع الصين وروسيا على الصعيد الدولي وايران على الصعيد الإقليمي. وامريكا تحديدا تعتبر إسرائيل الحليف والاداة الأكثر تبعية لها في العالم.

إسرائيل من جهتها تعرف كل ذلك جيدا وتعمل باستمرار على استغلال هذه المكانة التي تتمتع بها لتحقيق أهدافها الخاصة وتواصل في كل مرحلة تحقيق أهدافها بما لا يؤثر على مكانتها لدى أمريكا وباقي الحلفاء. والاهم انها تعي تماما ان عودتها الى الحدود التي تأسست ضمنها في عام 1948 وانتهاء الصراع مع محيطها يشكل بداية فقدانها لهذه المكانة لدى الحلفاء، خاصة اذا ترافق مع وجود أنظمة محيطة بها مستقرة وتابعة للغرب. لذلك فأن الاستراتيجية الصهيونية لن تتغير والمتمثلة في سيطرتها على كل فلسطين لتبقي على مكانتها الحالية وتصبح قوة إقليمية رئيسية في الشرق الأوسط ومن ثم تنطلق الى تحقيق الاستراتيجية الصهيونية العالمية بأن تصبح قوة عالمية وليس فقط إقليمية. وذخيرتها الأساسية لتحقيق ذلك هي القوة الكبيرة للصهيونية العالمية المالية والإعلامية وامتلاكها لكبرى الشركات الاحتكارية في العالم، وسيطرتها على الاعلام وتغلغل افرادها في الهيئات السياسية في الدول المؤثرة في السياسة الدولية، وتنجح حتى الان لان هيئات ولوبيات الصهيونية تعمل بكفاءة وحرفية عالية في هذه الدول وخاصة أمريكا. إضافة الى التقاء مصالحها مع مصالح أمريكا والدول الاستعمارية ومن جهة أخرى ضعف الدول العربية.

في هذه المرحلة هي تعمل على ضم كامل الضفة الغربية اليها وفي مرحلة لاحقة قطاع غزة، واذا تحقق ذلك واستقر ستضم كامل سيناء اليها.

في المقابل وعلى الجهة الأخرى فان الشعب الفلسطيني وهو العدو المباشر للصهيونية كونه المتضرر الأول من تنفيذ مخططاتها ابتلي بقيادة لمنظمة التحرير ليس فقط لا تعرقل تحقيق اهداف إسرائيل بل ان ما تفعله يساعد بشكل غير مباشر على تنفيذ إسرائيل لمخططاتها. ولكن الشعب الفلسطيني الثائر المتمرد بطبيعته والذي يعي بفطرته وخبرته، انه سيندثر اذا تحققت اهداف الحركة الصهيونية، لا يزال يواصل نضاله ضدها وخاصة الأجيال الجديدة والتي اثبتت كفاءتها وعمق انتمائها لوطنها واصرارها على تحريره.

بناء على ذلك كله، ماذا يستطيع الشعب الفلسطيني باجياله الجديدة، فعله في هذه المرحلة وفي ظل موازين القوى القائمة.

  1. يجب التأكيد باستمرار ان المكان الطبيعي للشعب الفلسطيني في السياسة الدولية هو في خندق الدول والقوى المعادية للاستعمار الغربي وللحلف الأمريكي الأوروبي الصهيوني. وليس كما تفعل قيادة منظمة التحرير الحالية بارتمائها في أحضان هذا الحلف. وهذا يعني ان على الفلسطينيين في مختلف دول العالم العمل مع الحركات الشعبية المعادية للعنصرية مثل حركة ال بي دي اس والحركات المدافعة عن حقوق الأقليات كحركة حياة السود مهمة وكل من هم ضد الاستعمار بكل اشكاله وضد استغلال دول الشمال لخيرات ومصادر دول الجنوب وعلى شبابنا مشاركة هذه الحركات في نضالها ودعم أهدافها. وترسيخ انتشار وصف إسرائيل بدولة ابارتهايد استعمارية.
  2. بما ان الصهيونية تستغل الدين لتحقيق أهدافها وتقدم إسرائيل على انها دولة يهودية وتعمل دائما على تأمين تأييد يهود العالم وتأييد مجموعات المسيحية الصهيونية في أمريكا وأوروبا، يجب تكثيف العمل على اظهار حقيقة الصراع على انه صراع وطني قومي بين حركة تحرر فلسطينية للشعب الفلسطيني باديانه المختلفة واستعمار استيطاني عنصري سياسي وليس ديني. وفي نفس الوقت حشد المتدينين المسلمين والمسيحيين في العالم في مواجهة جرائم إسرائيل ضد المعالم الدينية في فلسطين وحرمان المتدينين من حرية ممارسة شعائرهم الدينية. والتركيز على ان عصابات المستوطنين اليهود وجمعياتهم ومنظماتهم إرهابية تحرق الأطفال لمواجهة الاعلام الصهيوني العالمي الذي يواصل بث سمومه في الغرب بوصم المسلمين والعرب بالإرهاب.
  3. تشجيع الشباب الفلسطيني الذي اثبت جدارته على مواصلة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في شرح القضية ومواجهة الة الاعلام الصهيوني القوية، وتبادل الخبرات بين شبابنا في مختلف الدول. وفي نفس الوقت البحث عن بدائل شبيهة كون معظم هذه الوسائل مملوكة لانصار الصهيونية. ومواصلة هذا النشاط كل الوقت وليس فقط في وقت ارتكاب الصهاينة لجرائمهم.
  4. على شعبنا في كل أماكن تواجده ان يعي تماما ان الصهيونية بحاجة مستمرة لمهاجرين جدد لزيادة عدد سكان إسرائيل وتوسيع المستوطنات، لذلك هي بحاجة دائمة لنشر دعاية ان يهود إسرائيل يعيشون بامان ورخاء. لذلك على شعبنا ان يذكرهم كل الوقت انهم مستعمرون ويرتكبون جرائم حرب وان شعبنا جنح للسلام وفاوضهم ثلاثين عاما وكانت النتيجة ان زادوا في جرائمهم. ولنتذكر ان القانون الدولي في صفنا وان الأمم المتحدة أصدرت قرارا منذ عام 1973 بان من حق الشعوب الواقعة تحت الاستعمار النضال من اجل تحررها واستقلالها وطرد المستعمرين. وان المقاومة حق لنا.
  5. وعلى شبابنا في أمريكا وأوروبا التركيز في عملهم التوعوي والإعلامي بكل الوسائل ان اتفاقية جنيف الرابعة التي صاغها الخبراء الأمريكيين والأوروبيين، وإسرائيل عضو فيها وترفض تطبيقها، تحرم الاستيطان وتعتبره جريمة حرب وتحرم الكثير من الجرائم التي ترتكبها إسرائيل، واننا نطالب بتطبيقها بشكل كامل. خاطبوهم بما يفهمون. وحين الحديث عن الشيخ جراح وسلوان الابتعاد كليا عن نقاش الملكية والأوراق والوثائق فهذا ما تحاول الصهيونية جرنا اليه. يجب التركيز على انها أراضي محتلة وقرارات مجلس الامن الدولي تؤكد ذلك وان الاحتلال يحرم عليه نقل مواطنيه الى الأراضي المحتلة بموجب القانون الدولي وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة وقيامه بذلك يعتبر جريمة حرب وتطهير عرقي.
  6. علينا أيضا ان نعمل كشعب واحد في كل أماكن تواجدنا ونرفض التقسيمات التي حاولت وتحاول الصهيونية فرضها علينا. وإعادة احياء المؤسسات الوطنية النضالية مثل الاتحاد العام للطلبة وخاصة في أمريكا وأوروبا وعدم انتظار احد. يستطيع طلابنا وحدهم القيام بذلك وليسوا بحاجة لاعتراف من القيادات المهترئة التي خربت مؤسسات المنظمة.
  7. أخيرا على الشباب تسلم زمام المبادرة وقيادة المرحلة فقد اثبتوا في القدس وفي غزة والضفة وفي كل أماكن الشتات كفاءتهم واخلاصهم لوطنهم. وتذكروا ان ياسر عرفات وجورج حبش كانوا في العشرينات من عمرهم عندما اشعلوا شرارة الثورة.